Arab Wall

الكاردينال دجيفيتش يتحدث عن يوحنا بولس الثاني وشعاره الشهير: لا تخافوا

John Paul II Pope acq5dam.thumbnail.cropped.750.422كان الكاردينال ستانيسلاو دجيفيتش، رئيسُ أساقفة كراكوفيا السابق، السكرتير الخاص للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني لأكثر من أربعين عاما. وقد تحدث لموقعنا الإلكتروني عن علاقته المتينة والعميقة مع البابا كارول فويتيوا لافتا إلى أن الإرث الذي تركه هذا الأخير للعالم ما يزال واقعاً قوياً، اليوم وفي المستقبل أيضا.

كان الكاردينال دجيفيتش على مدى أربعة عقود الملاك الحارس الشخصي للبابا يوحنا بولس الثاني، ولمناسبة الذكرى المئوية لولادة البابا فويتويا التي تصادف هذا الاثنين، وجه رئيس أساقفة كراكوفيا السابق رسالة متلفزة إلى المؤمنين في بولندا سلط فيها الضوء على الشخصية التي تميز بها يوحنا بولس الثاني والذي أبصر النور في الثامن عشر من أيار مايو من العام 1920، مؤكدا أن هذا البابا ما يزال يقدم لنا اليوم – خلال هذا الظرف الصعب الذي نمر به بسبب جائحة كورونا – التعزية وبصيص أمل.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع نيافته أكد فيها أنه تسنت له فرصة العيش والعمل إلى جانب هذا الرجل المميز على مدى عقود من الزمن. وقال إنه كان شاهداً على صلاته وخدمته اليومية، فضلا عن لقاءاته التي لا تُحصى وزياراته العديدة في إيطاليا وخارج الأراضي الإيطالية. ولفت إلى أن البابا فويتيوا تميّز بعمله المبدع والخلاق، بتأملاته وبفكره الذي دوّنه في العديد من الأعمال التي تركها، هذا بالإضافة إلى خطاباته ووثائقه التي تركها للكنيسة. كما لم تخل كلمات نيافته من الحديث عن وفاة يوحنا بولس الثاني، مشيرا إلى أن العالم كله شاء أن يكرمه ويحيي ذكراه، شاكراً إياه على ما صنعه في حياة الأشخاص والأمم.

في سياق حديثه عن سيرة حياة البابا فويتيوا لفت الكاردينال دجيفيتش إلى أن يوحنا بولس الثاني عانى شخصياً من شر أيديولوجيتين، ونظامين شموليين حاولا السيطرة على العالم خلال القرن العشرين، وذلك في إشارة إلى النازية والشيوعية. وأضاف أن هذا البابا تمكن من اكتساب سلطة معنوية كبيرة، شأن القادة العالميين العظام. وأكد نيافته أن كلمات فويتيوا حول الله والإنسان أحدثت تبدلات اجتماعية وسياسية عميقة أكان في أوروبا أم في باقي أنحاء العالم. واعتبر أنه من غير المبالغ أن يُعد يوحنا بولس الثاني من بين "آباء الحرية والسيادة" لدى البولنديين، وهذا أمر ينبغي ألا ينساه الناس. 

بعدها توقف نيافته عند العبارة الشهيرة التي أطلقها فويتيوا يوم انتخابه ألا وهي "لا تخافوا"، وقال إن هذه العبارة نبعت من قلبه ومن إيمانه ومن قناعته بأن الله هو في محور كل القضايا الإنسانية.  وأضاف أنه يتعين على الإنسان المعاصر ألا يخشى المسيح، لأنه لا يحرمه من أي أمر إنساني، مذكرا بأن الحضارة الأوروبية، التي تركت بصمة قوية على العالم كله، وُلدت من روح إنجيل المسيح. وختم الكاردينال دجيفيتش بالقول إن البابا الراحل ولو تسنت له فرصة الحديث إلى أناس زمننا، الذين يعانون من جائحة كوفيد، لردد لهم عبارته الشهيرة: لا تخافوا. 

©  vat