Arab Wall

الفاتيكان / نشاط الكرسي الرسولي مداخلة الكاردينال توران في مؤتمر نظمته جماعة سانت إيجيديو حول الحوار بين الغرب والشرق

card tauranشارك رئيس المجلس البابوي للحوار ما بين الأديان الكاردينال جان لوي توران مساء أمس الثلاثاء في لقاء نظمته جماعة سانت إيجيديو بروما حول موضوع "الغرب والشرق، قرن مضى منذ نهاية الإمبراطوريات إلى العولمة"، وتم اللقاء بحضور ممثلين عن مجلس العلماء


المسلمين في طليعتهم الإمام الأكبر للأزهر أحمد الطيب. قال الكاردينال توران في مداخلته إنه يود مقاسمة بعض الأفكار والتأملات مع المؤتمرين، لافتا إلى أن العولمة ليست أمرا مصيريا محتماً علينا أن نواجهه إنما هي عبارة عن عملية من التطور لا بد من إدارتها بشكل جيد كي تحمل للأشخاص، لاسيما الأشد فقرا وعوزا، ثمار العدالة والسلام. واعتبر نيافته أن العولمة ليست "منطقة" مجهولة بالنسبة للمسيحيين والمسلمين مشيرا إلى بعض الفوائد التي تتميّز بها العولمة ومن بينها الإسهام في تحقيق الوحدة وسط العائلة البشرية مع ذلك لم تتمكن هذه الظاهرة من القضاء على الفقر والبؤس. بعدها تطرق رئيس المجلس البابوي للحوار ما بين الأديان إلى أبعاد أساسية ثلاثة لظاهرة العولمة: أولا البعد الاقتصادي، والمتمثل في تحرر هذا القطاع والتنقّل الحر للسلع والأفكار والأشخاص. ثانيا، البعد السياسي، إذ إن القرار السياسي لم يعد محصورا فقط بيد دولة ما، بل بات يعتمد على مراكز السلطة. ثالثاً البعد الثقافي إذ إن العولمة تولّد نوعا من التعميم الثقافي وتجانس الأذواق وأنماط العيش والتفكير.

واعتبر الكاردينال توران أن العولمة تطرح نفسها اليوم كأنها "ثقافة متفوقة"، غالبا ما تطغى عليها العلمنة. وأكد أنه في السيناريو الراهن كل دولة مدعوة اليوم إلى احترام القانون الدولي لكن هذا القانون ينبغي ألا يتحوّل إلى ستار تقوم من ورائه السلطة بانتهاك الحقوق الأساسية للأشخاص. هذا ثم لفت نيافته إلى أن الإنسانية مدعوة اليوم إلى البحث عن ثقافة اللاعنف، مدركة أننا نبني السلام معاً، وهو لا يُفرض بطرقة أحادية الجانب. وأكد أن أتباع مختلف الديانات وإذ يؤمنون بوحدة الجنس البشري ومصدره الإلهي الواحد عليهم أن يؤمنوا بضرورة السير معا في دروب هذا العالم كأخوة وأخوات وأصدقاء وهذا يتطلب الانتقال من عولمة اللامبالاة إلى عولمة التضامن. وختم توران مداخلته مذكرا بالركائز الأربع التي تحدث عنها البابا يوحنا الثالث والعشرون في رسالته العامة السلام في الأرض ألا وهي: الحقيقة، العدالة، المحبة والحرية. 

Radio Vaticana  8.11.2017